بسم الله الرحمان الرحيم
عندما كنت صغيرا وتحديدا مابين الخامسة عشر والسابعة عشر من العمر ، كنت ذا خيال واسع و طموح كبير ، كنت أحلم أن أصلح و أغيّر العالم بأكمله وكأني وصى الله في خلقه ...!!
لكن حينما كبرت ولن أقول (عندما نضجت حتى لا تحسب على من بعض المتصيدين ) ، و أصبحت أكثر فطنة ودراية ببعض الأمور (نوعاً ما) ، اكتشفت أن العالم لن يتغير حسب مزاجي ورغبتي ، و قررت أن أحدّ من أخطائي و أكتفي بإصلاح و تغيير بلدي الذي أعيش فيه و حسب.... إلا أنه سرعان ما تبين لي أن هذا أيضاً بحكم المستحيل فالناس في هذا البلد صعب أن نغيرهم!
و لما كبرت قليلاً ، قمت بمحاولة أخيرة لإصلاح أقرب الناس إلي:من زملاء وأصدقاء وعائلة
إلا أنني فوجئت برفضهم أي تغيير كذلك!
و الآن..اتضح لي فجأة أنه لو ركزت في البدء على إصلاح نفسي، لكنت مهدت الطريق على
وللتأثير على أصدقائي الذين كانوا سيتخذوني مثالاً....وبدعم وإلهام من أصدقائي كنت سأقدر على تحسين بلدتي ومن يدري لعله كان باستطاعتي عندها أن أغيّر العالم بأكمله وإن كان صعبا ومستحيلا!!
لذا ينبغي علينا أن نصلح أنفسنا قبل كل شئ فنحن دائما نسدى بنصائح للآخرين وننسى أنفسنا ، ودائماً ندعى الفضيلة وأننا حماة لها ونحن أبعد الناس عنها بكل أمانة
تقبلو فائق الحترام والتقدير
مع تحيات ناني البريكي